عرض بعنوان: الشخــصية المضادة للمجتمع ودورها في تنامي الظاهرة الإجرامية
ومع تزايد التطورات والتغيرات في هذا العصر لاسيما مع التقدم التكنولوجي الهائل في مختلف نواحي الحياة، ومع تزايد الضغوط والهموم، التي ألمت بالإنسان، جعلته يعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية ومهنية ونفسية، تؤدي إلى تدهور الشخصية، مما يؤثر على الفرد نفسه ومجتمعه تأثيرا سلبيا.[2]
وتتعدد أنواع اضطرابات الشخصية، كاضطراب الشخصية المضادة للمجتمع التي عرفها جماعة الأطباء العقليين الأمريكيين في تصنيفها الثاني بأنها تميز الفرد الذي لم يتطبع اجتماعيا والذي يجره سلوكه إلى الصدام مع المجتمع، وهو عاجز عن إظهار الولاء للآخرين أو للجماعات الأخرى أو للقيم الاجتماعية ويمتاز بالأنانية المفرطة وعدم تحمل المسؤولية والاندفاعية والعجز عن الشعور بالذنب أو التعلم من الخبرة أو حتى من العقاب ويمتاز بالقسوة، وقدرته على تحمل الإحباط منخفضة للغاية، يميل إلى لوم الآخرين، ويمكن تصنيف هذا الاضطراب إلى أربعة أنواع، النوع الأول يسمى بالنوع العدواني، وهي المجموعة التي تتضمن العنف وكثيري الشجار وغير المستقرين، واصطحاب ميول المادية وأغلبهم من اعتادوا الإجرام، ثم النوع الناشر غير المتوافق، ويضم المرتكبين (الجنح) والناشزين على المجتمع الذين يسببون مشكلات عائلية واجتماعية، وكذلك الذين يعيشون القوة والعنف وهم غالبا عالة على أمهاتهم وآبائهم أو أقربائهم ومجتمعهم، بالإضافة إلى النوع الثالث يسمى بالنوع العصابي، ويظهر لدى الشخصية المعادية للمجتمع نوع من الشعور بالذنب والألم النفسي الذي يظهر أكثر عند المراهق والمرأة ونادرا جدا لدى الراشد الذكر، بحيث تصحبه بعض الأعراض الهستيرية مثل الكذب أو أعراض الوسواس على الشكل القهري مع المرور إلى الفعل، فهو يخلط الرغبة مع الواقع، مع رفض كلي لأي نوع من أنواع الإحباط لهذه الرغبة وتظهر هذه الحالة على فترات يحتاج فيها إلى الاعتراف والاحترام، في مقابل ذلك هناك نوع آخر يسمى يالنوع المنحرف (طفل ومراهق)، قد يظهر الانحراف منذ الطفولة على شكل بعض المشاكل المدرسية أو العائلية، مصحوبة بالهروب وجنسية مبكرة، وقد تظهر هذه الانحرافات خلال المراهقة كرد فعل لظروف عائلية قاسية، فيلجأ الطفل أو المراهق إلى العنف والتعاطي ويكون عدواني كاذب محتال، نصاب.
وإذا كانت الدراسات في علم الإجرام وعلم النفس الجنائي، تتفق على أن الجريمة قد تحدث نتيجة حالة من الإدمان ونتيجة المرض العقلي والتخلف العقلي، إذ لا يمكن حدوث جرائم دون أعراض، هنا يطرح علم النفس التساؤل عن الدوافع النفسية، وعلم الاجتماع عن الدوافع الاجتماعية، التي تجنح لصاحبها إلى الجريمة في الحالات التي تظهر على أنها حالة طبيعية، ولعل اضطراب الشخصية المضادة من العوامل التي تدفع الجانح إلى ارتكاب الجريمة أيا كانت نوعها ودرجة بشاعتها، لذلك ارتبط مفهوم الإجرام بالأمراض النفسية، إذ يطلق في الغالب على القتلة والمجرمين لقب البسيكوباتيين والشخصيات المضادة للمجتمع.
● أهمية الموضوع :
يكتسي "موضوع الشخصية المضادة للمجتمع ودورها في تنامي الظاهرة الإجرامية" أهمية كبيرة، تتجلى في :
- الندرة النسبية للدراسات التي تناولت اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع بشكل عام، وخفض حدته بشكل خاص سواء كان ذلك بوسائل وقائية، أو إرشادية.
- أن السلوك المضاد للمجتمع يعد من أكثر المشكلات شيوعا بين الأطفال والمراهقين وهناك قدرة محدودة للتدخلات العلاجية على مواجهة السلوك المضاد للمجتمع في مرحلة المراهقة ، وبالتالي تزداد نسبة الأفراد الجانحين ويؤثرون على أسرهم والنظام التعليمي والمجتمع ككل مما يؤدي إلى نواتج سلبية طويلة المدى وبالتالي فهي مشكلة اجتماعية رئيسية تستحق الاهتمام العلمي.
● إشكالية الموضوع :
يطرح هذا الموضوع إشكالية جوهرية أساسية تتمثل في:
إلى أي حد ساهمت الشخصية المضادة للمجتمع في تنامي الظاهرة الإجرامية؟
ولفك تمفصلات الإشكالية الأنفة الذكر، وجب ضرورة تفصيل مقتضياتها عبر ما يتفرع عنها من أسئلة محورية، تتمثل فيما يلي:
⮚ ماهي أعراض وأسباب اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع؟
⮚ ماهي سمات ومعايير تشخيص اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع؟
⮚ ماهي النظريات المفسرة للشخصية المضادة للمجتمع ؟
⮚ ما دور هذه الشخصية في تنامي الظاهرة الإجرامية؟
● المنهج المعتمد :
لحل تمفصلات الإشكالية الرئيسية وفق الأسئلة المتفرعة عنها.وعلى أساس أن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة، وعلى إثر ذلك تم الاعتماد على المنهج الوصفي لإبراز أنماط الشخصية المضادة وما تتميز به من سمات وأعراض، كما تم الاستعانة على المنهج التحليلي ي تبيان دور الشخصية المضادة للمجتمع في تنامي الظاهرة الإجرامية وذلك من خلال النظريات المفسرة لها.
● خطة البحث:
وللإحاطة بمختلف جوانبهذاالموضوع، سوف يتم تقسيمه وفق التصميم التالي:
● المبحث الأول: الإطار المفاهيمي للشخصية المضادة للمجتمع
● المبحث الثاني: دور الشخصية المضادة للمجتمع في تنامي الظاهرة الإجرامية
المبحث الأول: الإطار المفاهيمي للشخصية المضادة للمجتمع
وتأسيسا على ذلك سوف يتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين، نتناول من خلال المطلب الأول للحديث عن ماهية الشخصية المضادة للمجتمع، على أساس أن يتم التطرق في المطلب الثاني للحديث عن سمات ومعايير اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع والنظريات المفسرة لها.
المطلب الأول : ماهية الشخصية المضادة للمجتمع
فالشخصية المضادة للمجتمع هو اضطراب شخصية، يتميز بعدم الاهتمام بالالتزامات الاجتماعية وافتقاد الشعور بالآخرين، وعنف غير مبرر أو لا مبالاة واستهتار كذلك هناك هوة جسيمة بين السلوك والقيم الاجتماعية المتعارف عليها، ولا يمكن تغيير السلوك عن طريق الخبرة أو العقاب، وكذلك هناك قدرة ضعيفة جدا على احتمال الإحباطـ، وسهولة شديدة في تفريغ العدوان بما فيه العنف، مع استعداد شديد للوم الآخرين أو تقديم مبررات مقبولة ظاهريا للسلوك، مما يضع الشخص في صراع مع المجتمع[5].
وتأسيا على ما سبق، سوف يتم تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين، نتعرض في الفقرة الأولى للحديث عن تعريف اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، قبل أن نمر بعدها للحديث عن أهم الأعراض والأسباب التي تخص اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.
الفقرة الأولى : تعريف اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع(Antisocial personalityDisorder)
وأطلق على هؤلاء المرضى مسمى " هوس بدون هذاءات " أي أن المزاج في حالة هوس بينما التفكير سليم وكأن المزاج منفصل عن التفكير ، ثم جاء بنيامين راش Benjamin Rush سنة 1812 الذي وسع دائرة الاهتمام باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ففي الوقت الذي ركز فيه بينيل على وصف أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ركز راش على ارتقاء الاضطراب بشكل أكثر عمقا، وعرفه بأنه حالة من الاختلال الأخلاقي للعقل،حيث يرى أن هناك منظومة مختلة وراثية لدى مرضى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مسؤولية عن ظهور الاختلال الأخلاقي للعقل، كما يرى أن هذه الحالة قابلة للعلاج الطبي[6].
وفي أواخر القرن التاسع عشر 1891 قدم كوش Kock مصطلح الانحراف السلوكي، ولقي هذا المصطلح في ذاك الوقت قبول في أوروبا وأمريكا ويطلق على الأفراد الذين يقومون بسلوكيات مرضية، وترجع إلى عوامل وراثية وليس اختلالات عقلية، كما يصف هذا المصطلح الانحرافات الانفعالية والأخلاقية بناءا على على عوامل ولادية.
وقد عرف هندرسون 1939 اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بأنه اضطراب منفصل عن العصاب، يتميز بالأنانية، والاندفاعية، وفقر المشاعر، وعدم القدرة على تحمل الكرب، وعدم التعلم من الأخطاء، وقد وصف ثلاثة أنواع لاضطراب الشخصية المعادية: الخلاق، وغير السوى، والعدواني، ويعتبر هذا التعريف ذا تأثير في الطب النفسي البريطاني.
في حين قد عرفها جماعة الأطباء العقليين الأمريكيين في تصنيفها الثاني بأنها تميز الفرد الذي لم يتطبع اجتماعيا والذي يجره سلوكه إلى الصدام مع المجتمع، وهو عاجز عن إظهار الولاء للآخرين أو للجماعات الأخرى أو للقيم الاجتماعية ويمتاز بالأنانية المفرطة وعدم تحمل المسؤولية والاندفاعية والعجز عن الشعور بالذنب أو التعلم من الخبرة أو حتى من العقاب ويمتاز بالقسوة، وقدرته على تحمل الإحباط منخفضة للغاية، يميل إلى لوم الآخرين كما أنه يبحث عن تبريرات لسلوكه، ولقد وصف بهذه الصفة شخص ارستقراطي كان سريع الغضب، سحل حصانه وركل كلبه حتى مات، وألقى بزوجه فلاح في البئر، وأطلق على هذه الفئة التي كانت تتضمن طائفة كبيرة من السلوك الشاذ" سلة المهملات" لتشمل الذين يتسمون بالعنف وبالممارسات الغير اجتماعية[7]
ومع كل هذه المحاولات والمجهودات في تحديد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع خلال النصف الأول من القرن العشرين أصبح هذا المصطلح شائعا تماما كفئة سيكاترية، وظل مستخدما في طبعات الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية مع اختلاف في التسمية.[8]
الفقرة الثانية : أعراض وأسباب اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع
أولا: أعراض اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع
● الفشل في الانصياع للمعايير الاجتماعية فيما يتعلق بالخضوع للقانون، مثل تدمير ممتلكات الغير وإزعاج الآخرين والقيام بالسرقة، وامتهان مهن غير قانونية.
● سهولة الاستثارة والعدوانية، ويتجلى ذلك من خلال دخول الفرد في مشاجرات عديدة أو هجومه على الآخرين دون أن يكون ذلك من مقتضيات عمله أو للدفاع عن النفس أو الغير.
● تكرار عدم الوفاء بالالتزامات المالية، كما يتضح في عدم الوفاء بالدين.
● الفشل في التخطيط المسبق، أو الاندفاعية كما يتضح في واحد على الأقل من الأمرين التالين أو في كليهما، وهما:
- الانتقال من مكان إلى آخر دون وجود اتفاق على عمل أو هدف واضح خلال فترة السفر.
- عدم وجود عنوان ثابت للفرد لمدة شهر أو أكثر.[9]
● عدم الإحساس بالندم،ويتضح ذلك من خلال شعور الفرد باللامبالاة إذا ما أساء معاملة شخص ما، أو حدث له ألما جسيما، أو قام بسرقته.
● عدم الإخلاص أو الولاء أو الوفاء أو العرفان وعدم الصدق وانعدام الثقة به[10].
● الاختلاس، التزوير، النصب، الاحتيال
● إدمان الخمور، المخدرات
● الاعتداءات الجنسية، والقتل[11]
● الخداع، ويظهر في (الكذب المتكرر- الأسماء المستعارة- التآمر على الآخرين) وذلك لتحقيق مكسب شخصي والحصول على اللذة ، أما العنف والعدوانية فهما يظهران في (الشجارات أو الاعتداءات الجسدية المتكررة).
● غياب تأنيب الضمير و فقدان الشعور بالذنب أو باللوم أو تعنيفه، مما يدل على عدم تحمل المسؤولية المستمر ويظهر في الفشل بالاستمرارية في عمل معين وفشل الوفاء بالالتزامات الدينية والأسرية والاجتماعية،
● الاستهتار بسلامتهم وبسلامة الآخرين، التصرف بشكل طائش وملفت للانتباه.
● الاضطراب في السلوك قبل 15 سنة ( كذب متكرر، هروب من المدرسة أو المنزل أو كليهما، سرقات واعتداءات على الآخرين وعلى الحيوانات وإساءة استخدام المواد)، وتجدر الإشارة إلى أن السلوك المعادي للمجتمع لا يقع حصرا في سياق الفصام أو نوبة هوسية.[12]
ثانيا : أسباب اضطراب الشخصية المضادة
● اضطراب الجهاز العصبي :
أن إصابة صغيرة في الدماغ قد تكون وراء المزاج السيئ للأشخاص، وذلك بعد مراقبة الأطفال الذين يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD حيث وجدت الدراسات أـن 60 في المائة من هؤلاء الأطفال سيعانون من اضطرابات سلوكية في مراهقتهم، كما يزداد احتمال إصابتهم باضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع[13].
● العوامل التكوينية والفطرية و الوراثية :
يرى بعض العلماء بأن الانحراف المعادي للمجتمع يرجع إلى عوامل وراثية أو عوامل الاستعداد الفطري، فالشخص المعادي شخص يولد ولديه شعور بالنقص، أو أنه معرض لنقص في النمو لأسباب وراثية، وهو شخص لديه استعداد فطري للانحراف، والذي يؤكد على دور العامل الوراثي في ظهور الانحراف السيكوباتي، بدئ ظهور الاضطراب المعادي غالبا في مرحلة الطفولة المبكرة، وعندما يتم تكوينه يستمر السلوك المضاد المنحرف عادة مدى الحياة، وقد نجد أن الانحراف المعادي عند أكثر من فرد من أفراد الأسرة في بعض الأحيان[14]، وبالتالي فجل الدراسات التي أجريت على التوائم وعلى أطفال التبني أيدت فرضية الدور الوراثي في هذا الاضطراب[15].
● العوامل النفسية والانفعالية :
تتجلى من الاضطراب النفسي والقلق والصراع والإحباط وشعور الفرد بأنه مضطهد[16]، تعزيز الوالدين اللاواعي للسلوك المعادي للمجتمع لدى الطفل خلال مرحلة نموه، الحرمان من الأم في السنوات الخمس الأولى من الحياة، كذلك نقص في العاطفة والتهور الذي قد يعد من العوامل المسببة، الضغط الذي يمارسه الأبوان على الأطفال لتحقيق مستويات مرتفعة من التحصيل المدرسي حتى وإن كانت قدراتهم لا تسمح بذلك.
● العوامل الاجتماعية والبيئية :
تلعب هذه العوامل دورا هاما في ظهور الشخصية المضادة، فالطفل منذ الميلاد يظل بحاجة إلى عناية مستمرة واهتمام متواصل، كالحاجة إلى الأمومة وبخاصة الأمومة الفسيولوجية، وإلى حاجته الجسيمة كالحاجة إلى الشعور بالأمن النفسي الذي تكفله صورة الأم، ووجودها المستمر واتصالها به، ومساعدته في تخطي الخبرات المحبطة، لكن في حالة عدم إشباعه لحاجته للأمومة وقلة الشعور بالدفء والحب والحنان فإن ذلك قد يكون مؤشرا على ظهور الانحراف المضاد للمجتمع مستقبلا، ومن العوامل المهمة الأخرى نجد البيت المتفكك (تفكك الروابط الأسرية)[17]، البيت الفقير من النواحي العقلية أو الخلقية، والانحراف الخلقي في أحد الوالدين أو في كليهما، وسوء النظام، الحرمان من أحد الوالدين، تفشي المخدرات الخ[18]...
المطلب الثاني: سمات ومعايير اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع
الفقرة الأولى: سمات الشخصية المضادة للمجتمع
ولا تختلف الشخصية المضادة للمجتمع عن باقي أنواع الاضطرابات التي تصيب شخصية الانسان، إذ تعد هذه الأخيرة من أكثر اضطرابات الشخصية انتهاكا لحقوق الاخرين وقوانين المجتمع، ويتسم صاحبها غالبا بالاستغلال والمناورة والاندفاع والخداع والافتقار إلى الشعور بالندم، هذه السمات تجعل الفرد غير قادر على التكيف مع المجتمع.[20] وتعرف سمات الشخصية على أنها وحدة متكاملة من الصفات والمميزات الجسمية والعقلية والاجتماعية والمزاجية التي تبدو في التعامل الاجتماعي للفرد والتي تميزه عن غيره تمييزا واضحا، فهي تشمل دوافع الفرد وعواطفه وتفاعلاته وانفعالاته وميوله واهتماماته وسماته الخلقية واراءه ومعتقداته.[21]
والشخصية المضادة للمجتمع كما تم تعريفها آنفا، يتميز صاحبها بسمات حددها كليكلي على النحو التالي:
- ذكاء متوسط أو مرتفع مع جاذبية مصطنعة،
- عدم وجود اللامعقولية وغيرها من الأعراض الذهنية
- عدم وجود قلق عصبي كذلك، ويشعر صاحبها بالراحة في المواقف التي تقلق الشخص العادي.
- عدم الإحساس بالمسؤولية في المسائل الصغيرة والكبيرة.
- عدم وجود الاحساس بالحياء.
- اتجاه جريئ نحو قول الكذب، بحيث لايهم المريض عما كانت أكاذيبه تكتشف أم لا.
- سلوك مضاد للمجتمع مع عدم الشعور بالأسف والندم.
- قدرة ضعيفة على الحكم ويفشل غالبا في التعلم من الخبرات السابقة.
- يفقد الاستبصار الحقيقي الصادق.
- القسوة وعدم الإخلاص والعجز عن إقامة العلاقات العاطفية.
- استجابات ضعيفة للعطف والاحترام والاعتبار.
- حياة جنسية غير تقليدية وغير مضبوطة أو محكومة.
- الفشل في وضع خطة للحياة، مع الفشل في الحياة المنظمة فيما عدا أنه يتبع نمطا مستمرا من انهزام الذات.
- عدم اضهار السمات المضادة للمجتمع لأول مرة بعد تجاوز سن العشرين.[22]
- إرتفاع العودة إلى الجريمة، حيت يتسم المعادون للمجتمع عموما بارتفاع معدلات العود إلى ارتكاب الجريمة، إذ من الصعب تصحيح سلوكهم من خلال العقاب. فالمصابون بهذا النوع من الاضطراب يعودون إلى ارتكاب الجرائم بمعدل أعلى بكثير من غيرهم المخالفين للقانون، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالجرائم العنيفة. حيث تقدر نسبة عودة المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إلى السجن بنحو 80% وذلك في غضون الخمس سنوات التالية على اطلاق سراحهم، في مقابل أقل من نصف هؤولاء من السجناء الآخرون.[23]
كما أن الشخص المضاد للمجتمع لا يستجيب انفعاليا بعد ارتكاب أي فعل من شأنه أن يظهر الشعور بالحياء والخجل والعار والذنب، ويتصل بهذا العجز عن التعلم من الخبرات التي يمر بها، بل حتى العقاب، ويستمر في عمل الأنشطة المضادة للمجتمع حتى بعد أيتبث له عدم نجاحها، ولا يستثار انفعاليا.
وبينت دراسة عالم النفس النمساوي ـ سيجموند فرويد ـ حول مجموعة من المجرمين إلى أن هناك ملامح ومميزات معينة يتميز بها المجرم التي يعاني من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، منها أنه من الناحية الانفعالية يتسم المضاد للمجتمع بفجاعة الانفعال، مثله متل الأطفال، وفق مبدأ اللذة بغض النظر عن قيود المنطق أو الزمن أو الأخلاق أو المعايير.[24]
وتشير الدراسات إلى أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، يبلغ بين الذكور 3 %، في حين يبلغ بين الإناث 1%، لاسيما لدى الطبقات الاجتماعية ذات المستوى الاجتماعي والثقافي المتدني.[25]
الفقرة الثانية: معايير وأنماط الشخصية المضادة للمجتمع:
أولا: معايير تشخيص الشخصية المضادة للمجتمع
وفي عام 1959، صدرت طبعة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ( DSM1)، ووفقا لهذا الدليل فإن الأفراد الذين يوضعون في الفئة المعادية للمجتمع، مرضى أساسا.
وحسب الدليل التشخيصي (DSM4)، فإن معايير تشخيص الشخصية المضادة للمجتمع على النحو التالي:
← أن لا يقل السن عن 18 سنة.
← وجود دليل على اضطراب السلوك قبل 15 سنة.
← أن يكون النموذج السائد من تجاهل حقوق الأخرين منذ 15 سنة، وتوافر ثلاثة على الأقل من العوامل التالية:
● إنتهاك القانون بشكل مكرر،
● كثرة الخداع والكذب،
● التهور،
● عدم الاستقرار والعدوانية،
● الاستخفاف بالسلامة الذاتية وحماية الاخرين،
● عدم تحمل المسؤولية، كالموظف الذي يعتمد عليه على مدى حياته، أو لديه تاريخ من المشاكل المالية.
● عدم الإحساس بالندم.
ثانيا: أنماط الشخصية المضادة للمجتمع
ـ الشخصية المتقلبة العاجزة: وهي كثيرة التغير في العمل، إذ لايستطيع صاحبها المثابرة على عمل، واحد أكثر من شهور، ويتخلل ذلك مشاجرات، ومشاحنات، وثورة ضد نظام العمل، وعدم الاهتمام بنتائج ذلك السلوك ، وينعكس ذلك أيضا في ارتباطاته العائلية، فتتعدد زوجاته، وأطفاله من كل زوجة، دون تحمل أي مسؤولية لرعايتهم، ولايستطيع الإخلاص لأحد، وعلى الرغم من الحماس، والعاطفة الظاهرة، إلا أنهما سرعان ما تضمحل ، فينحرف أصحاب هذه الشخصية إلى الادمان أو الشذوذ الجنسي، أو الجرائم البسيطة، أو يصبحون من متوهمي العلل البدنية، والمتمردين على العيادات الطبية.[27]
ـ الشخصية العدوانية المتقلبة الانفعال: وهي أقل شيوعا من النوع السابق، ولكن عدوانه يكون بطريقة أكثر ضررا للمجتمع ، إذ يندفع هؤلاء للجريمة، والقتل، والاعتداء على الغير، لأتفه الأسباب، أما المتبلد انفعاليا فيتناسى علاقاته الاجتماعية والعاطفية في سبيل مصلحته الشخصية، ويهجر زملاءه لمنافعه الذاتية، ولا يكترث إلا لمشاكله الشخصية.[28]
ـ الشخصية المضادة للمجتمع الناشزة: يظهر أصحاب هذه الشخصية ضعفا جليا في الخلق مع شعورهم بعدم الأمان في داخل أنفسهم، ويتجلى ذلك في السلوك الغريب المميز الذي يعتبر دليلا على مشاعرهم، وأحاسيسهم الداخلية، وسلوكهم، ويتعدى الحدود المعروفة للخبرات الانفعالية أو الخلقية.[29]
وبناء على ما سبق ذكره يمكن القول أن اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع من خلال أنماطها و سماتها، أكثر اضطرابات الشخصية انتهاكا لحقوق الاخرين وقوانين المجتمع، ويتسم صاحبها غالبا بالاستغلال والمناورة والاندفاع والخداع والافتقار إلى الشعور بالندم، هذه السمات تجعل الفرد غير قادر على التكيف مع المجتمع، مما يفسر دورها هذه الشخصية في تنامي الظاهرة الإجرامية.
المبحث الثاني: دور الشخصية المضادة للمجتمع في تنامي الظاهرة الاجرامية
يصاحب السلوك المعادي للمجتمع أشكالا عدة من الانحرافات السلوكية تتطور منذ الطفولة إلى الرشد، فعندما يكون طفلا يغلب على سلوكه الشجار والهروب من المدرسة، والتسكع في الشوارع، والكذب والسرقة، وتعاطي السجائر والمخدرات والكحول، والانحراف الجنسي. أما الجرائم المرتكبة من طرف الشخصية السوسيوباتية في الكبر تتمثل أساسا في القتل والضرب والجرح العمدي، والاغتصاب الجنسي، والسرقة والسطو... مما دفع الباحثين إلى بلورة نظريات حاولت تفسير اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في علاقتها مع الظاهرة الاجرامية.
وللإحاطة بكل جوانب هذا المبحث، سيتم التطرق في( المطلب الأول)، لنظريات علم النفس، فيما سيخصص( المطلب الثاني) للحديث عن النظريات الاجتماعية.
المطلب الأول: نظريات علم النفس
الفقرة الأولى :نظرية التحليل النفسي
حاولت نظرية التحليل النفسي التي وضع فرويد أصولها ومبادئها، تفسير الانحرافات السلوكية من خلال خبرات الأطفال في الفترات المبكرة من الحياة في ظل مبادئ التحليل النفسي، حيث أن بعض الخبرات السابقة غير السارة تكبت في اللاشعور ،إلا أن هذه الخبرات المكبوتة تستمر في أداء دورها في توجيه السلوك، وتؤدي بالتالي إلى الاضطرابات السلوكية.[33]
لم يهدف فرويد بأبحاثه استخلاص نظرية مفسرة للسلوك الإجرامي، بل أراد أن يظهر تأثير اضطرابات الجهاز النفسي للإنسان على السلوك البشري عامة ومنه السلوك الإجرامي. ونقطة البدء لدى فرويد هي كشفه أن للنفس البشرية مظاهر ثلاثة، هي: الأنا والأنا الأعلى والهو. يرجع فرويد في تفسير السلوك الإنساني عامة ومنه السلوك الإجرامي أن هناك صراع بين الذات الدنيا بما تمثله من غرائز ونزعات وميول فطرية، والذات المثالية "الأنا العليا" أو الضمير بما يمثله من قيم مكتسبة ومبادئ سائدة في المجتمع. وهو صراع للذات الشعورية "الأنا" دور فيه يتمثل في محاولة التوفيق بين الرغبات الصادرة عن شهوات الذات الدنيا وبين أوامر الذات المثالية وقيم المجتمع.[34] ويرى سيجموند فوريد أن السلوك الإجرامي هو عبارة عن تعبير للصراع النفسي وطاقة غريزية مكبوتة في اللاشعور، فالمتحكم الأول بالسلوك برأي مدرسة التحليل النفسي هو الغرائز المكبوتة في نفس الإنسان وهذه الغرائز يدور معظمها في فلك غريزتي الحياة والموت، حيث تهدف كل من هاتين الغريزتين لتحقيق البقاء والاستمرار للكائن البشري، وفي بعض الظروف الخاصة مثل حالات الغضب أو الخوف أو المرض النفسي قد تفلت بعض هذه الغرائز من رقابة الضمير الإنساني الاشعوري وتخرج إلى الواقع أو الشعور بصورة تصرفات وسلوكيات غير مقبولة اجتماعياً مثل السلوكيات الإجرامية.
هذا وتبقى العلاقة بين الاضطرابات النفسية والنشاط الاجرامي من الموضوعات الجديرة بالبحث، حيث يرتبط الاضطراب النفسي بالعنف ويعتبر عاملا من عوامل الجريمة.
وقد فحص كل من رايس وهارس، العلاقة بين السيكوباتية، وإدمان الكحول والعود إلى ارتكاب جرائم العنف، بين مجموعة مكونة من 685 شخصا، شملت 51% من المدمنين على الكحول و 24% من الفصاميين و22% من السيكوباتيين، وقد وجدت الدراسة ارتباطا لدى المصابين باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع في العود إلى العنف مقارنة مع المجموعات الأخرى.[35]
كما أوضح الباحثون[36] أن الشخصية المضادة للمجتمع تهيئ مسبقا للإدمان، كما أن المدمنين ذوي الشخصية المضادة للمجتمع يبدؤون تعاطيهم للمخدرات في فترة الشباب، أيضا ينتكسون سريعا بعد الانقطاع عن التعاطي، ومن الراجح أن تظهر لديهم مشاكل أخرى، كما أن معدل انتشار استخدام المواد المخدرة بشكل خاص بين أولئك، لاسيما أن الدراسات التي عنيت بتفسير السلوك الاجرامي، أثبتت أن هناك علاقة بين ميل الفرد إلى شرب الكحول وممارسته للجريمة والانحراف[37].
الفقرة الثانية : النظرية السلوكية
يرى بافلوف أن السلوك الإنساني ما هو إلا مجموعة من العادات التي تعلمها الفرد أو اكتسبها في أثناء مراحل نموه المختلفة، وأن الاضطراب السلوكي يكون من نتائج أحد العوامل التالية :
- الفشل في اكتساب أو تعلم سلوك مناسب.
- تعلم أساليب سلوكية غير مناسبة.
- مواجهة الفرد لموافقة متناقضة لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب لها.
- رابط استجابات الفرد بمنبهات جديدة لاستشارة الاستجابة
ترجع هذه النظرية سوء التوافق في سلوك الفرد مع الجماعة إلى اعتلال في نمو مكونات الشخصية فلا يستطيع إدراك المعايير السلوكية، وهذا مرجعه تعرض الشخص لمؤثرات بيئية من نوع ما أو نتيجة خبرات، ومؤثرات مر بها في حياته مما أدى إلى اكتسابه مجموعة من العادات، والاتجاهات سواء نحو الذات أو نحو الآخرين لا تحقق له التوافق مع نفسه أو مع المجتمع الذي يعيش فيه مما يجعله ينحرف عن معايير السلوك السائد في المجتمع[38].
الفقرة الثالثة : النظرية الوراثية و النظرية الفيزيولوجية
أولا : النظرية الوراثية
ثانيا : النظرية الفيزيولوجية
ولقد لوحظ وجود كروموزومات ذكرية إضافية في الأشخاص الذين يرتكبون جرائم عنف، لكن " روز رينثال" سنة 1970 أوضح أنه لم يجد بين عينة كبيرة فحصها من المجرمين سوى 1.5 بالمائة لخلايهم في هذه الخاصية.
كما أوضحت الدراسات أن الرجال أصحاب الكروموزومات الذكرية الإضافية كانوا أكثر طولا، لكنهم كانوا أقل ذكاء، ولذلك قد تكون السبب في سهولة اكتشاف جرائمهم ولا يعرف أن كانت قلة الذكاء أو كثرة العنصر الذكري هي التي تدفع إلى الجريمة، فقد تبدو نسبهم عالية لأنهم لا يملكون الذكاء الذي يساعدهم على الإفلات من العقاب.[41]
كما بينت كثير من الملاحظات على الأطفال والبالغين أنه يعقب أي إصابة في المخ نتيجة لحادثة أو مرض، تغيرات سلوكية، إذ يصبح الفرد عدوانيا في سلوكه ويزداد نشاطه ويصبح سريع الانفعال سهل الاستثارة، وغالبا ما تظهر عليه نزاعات إلى الانحراف السيكوباتي. ولما كان هناك تشابه كبير بين هذه الأعراض ومظاهر السلوك المعادي للمجتمع أي مظاهر السيكوباتي، افترض البعض وجود مرض أو ضرر أو نوع من الشدود في مخ الشخص المعادي للمجتمع، غير أن فحص ردود الأفعال المنعكسة للأشخاص المعاديين للمجتمع كانت كلها سلبية، ومع ذلك يرى البعض أن الضرر قد يكون في جزء من المخ لا يؤثر في الأفعال المنعكسة العادية، ولكن يؤثر في الضبط الانفعالي والعمليات العقلية العليا.[42]
المطلب الثاني: النظريات الاجتماعية
الفقرة الأولى: نظرية التعلم الاجتماعي
ويرى سذرلاندSatherlandأن احتمال لجوء الشخص إلى السلوك الإجرامي يزداد إذا اختلط بجماعة من الأشخاص تسودها الميول الإجرامية، وبانفصاله عـن الجماعات التي يسودها الحرص على احترام القانون، وهذا الاختلاط بمجموعة مـن المجرمين هو الذي يدفع الفرد إلى تعلم السلوك الإجرامي والقيام به على اعتبار أن السلوك الإجرامي يتم تعلمه عن طريق التعامل مع أشخاص آخرين تجمعهم علاقات ودية وثيقة [44]، ومما يشير إلى تلك العلاقة، ربط العلماء بـين انتـشار الجريمـة والـسلوك الإجرامي لبعض أفراد أسرة المجرم، فقد استخلص (بيره) من دراسـته أن نـسبة الإجرام في أسر المجرمين الأحداث تزيد خمسة أمثال عن نسبتها في أسر الأحداث غير المجرمين[45]،
وفي جانب آخر يرى علماء النفس أن عدم وجود الإحساس بالارتباط من قبل الأشـخاص مـع العالم سوف يؤدي بهم إلى المعاناة من الاضطرابات النفسية أو الـسيكوباثية، ممـا يفقدهم بالتالي الانسجام مع العالم، فقبول المعايير الاجتماعيـة وتطـوير الـضميرالاجتماعي يعتمد على الارتباط مع الآخرين، ويرى هيرشي أن أهـم المؤسـسات المؤثرة في حياة الأفراد هي الأسرة والأصدقاء والمدرسة والتي علـى الأفـراد أن يحتفظوا بروابط طيبة معها، ووجد أن الارتباط مع الوالدين هو الأهم، وحتـى فـي حالات الطلاق، فلا بد للطفل من علاقة طيبة مع أحد الوالدين، فبدون هذه العلاقة لا يستطيع الطفل تطوير الاحترام والإحساس بالآخرين، فالانحراف أو الجريمة يعنـي القيام بعمل ضد مشاعر ومصالح ورغبات وتوقعات الآخرين وخاصة الناس المهمين في حياة الفرد، وبالتالي فإن عدم الارتبـاط يعطـي الـشخص حريـة الانحـراف[46].
في المقابل يرى والترز ووايت (1989 White & Walters (أن علم الجريمة قد أهمـل الجانب أو البعد الإدراكي والمعرفي لدى الفرد، وفي هذا المجال لاحظ الباحثـان أن العوامل الاجتماعية والبيئية لا تحدد السلوك الاجتماعي ولكنها تحد منه. وهذا يعني، أن العوامل الاجتماعية أو البيئية إما أن تضاعف الفرص المتاحة للسلوك أو تضعفها وتحد منها، وهنا يبرز دور الطبيعة الإنسانية العقلانية التي تحـدد شـكل الـسلوك والنشاط الإنساني، وإذا كان الأثر لهذه العوامل سلبياً، فعلينا توقع السلوك المنحرف، وهكذا نجد أن الباحثين يريان أن الجريمة والانحراف إنما هي نتيجة للتفكير غيـر العقلاني وليس للعوامل الاجتماعية والاقتصادية دور مهم فيها سـوى الحـد مـن الخيارات الفردية المتاحة لارتكابها، فالمجرمون الذين يتخذون من الجريمـة مهنـة يتميزون بعدم الاحساس بالمـسؤولية والانغمـاس الـذاتي والـسعي وراء السلوكيات المنحرفة، بينما يتميز المجرمون الذين يتخذون من الجريمة أسلوباً حياتيـاً بتـشابه سلوكياتهم مع سلوكيات المراهقين وبالتالي ليس لديهم حـس بالمـسؤولية والـضبط الذاتي[47].
الفقرة الثانية: نظرية الضبط الذاتي
وتستند هذه النظرية إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بالضبط الذاتي المرتفع هم أقل ميلاً وبكافـة الفئات العمرية للانخراط بالانحراف، بينما أولئك الذين يتمتعـون بالـضبط الـذاتي المنخفض control-self Lowأكثر ميلاً لارتكاب الجريمة.
ويرى ويلسون Wilson [48]ان الروابط الاجتماعية من خلال جماعة الرفاق تؤثر على الضبط الذاتي، وأشـار إلـى أن الأسـر ذات المـستويات الاقتـصادية والاجتماعية المنخفضة تميز الأطفال الجانحين عن غير الجانحين، فيما أكد كونستانسConstance [49]بأن الضبط الذاتي المنخفض مـرتبط بالروابط الشخصية غير المستقرة كالارتباط بجماعة الرفاق المنحرفة.
إن المبدأ العام لنظرية الضبط يفيد بأن الجريمة من المحتمل وقوعهـا عنـدما تكون الضوابط لدى الأفراد ضعيفة، لكن إغراء الجريمـة سـيقاوم عنـدما تكـون الضوابط والمحتويات قوية. حيث تؤكد نظرية التفكك الاجتماعي علـى أن ضـعف الروابط الاجتماعية يؤدي إلى تطور نظريات الضبط، وفي هذا الاتجاه يقول ريكلس بأن هناك أطفال جيدون في بيئة يوجد بها انحراف، ويؤكد ريكلس على أن الاحتواء لهؤلاء الشباب يؤدي إلى عزلهم عن مسببات ودوافع الجريمة.
وعليه تؤكد نظرية الضبط الذاتي أن الأشخاص الذين يتسمون بانخفاض ضـبط الذات هم أقل احتمالية لتطوير الموانع الأخلاقية تجاه الأنشطة الإجرامية، لذلك فإن خجل الاندماجreintegrativeوفقاً لنظرية بريثويت من المـرجح أن يكون أكثر فعالية لدى الأشخاص الذين يتسمون بارتفاع ضبط الذات لـديهم وأقـل تأثيراً في الأشخاص الذين يتسمون بانخفاض ضبط الذات، فنظرية الوصم تقول إن حالة الاعتماد المتبادل يعتبر عاملاً هاماً في النتائج المترتبة على الوصم وتفتـرض أن الأشخاص المندمجين بشكلٍ جيد في الشبكات الاجتماعية ويـشعرون بـالاحترام والتقدير من أعضاء مجموعتهم الاجتماعية سوف يشعرون بالإحباط الشديد في حـال تم وصمهم أو إحراجهم[50].
ووفقاً لنظرية ضبط الذات، فإن الأشخاص الذين يتسمون بانخفاض الـتحكم أو ضبط الذات غير قادرين على الاحتفاظ بعلاقات طويلة الأمد، وفي الوقت نفسه، فإن تأثير خجل الانحلال يبدو قوياً بما يكفي لمنع السلوكيات الانحرافين لدى الأشـخاص الذين يتسمون بانخفاض ضبط الذات.
كذلك تفترض النظرية أن خجل الاندماجshamingreintegrativeسيكون أكثر فعالية على الأشخاص ذوي الدرجة العالية من الضبط الذاتي نظراً لقـدرة هـؤلاء الأشخاص على تقدير العواقب طويلة المدى لسلوكهم المنحرف. وعلاوة على ذلك، فإن تأثير خجل الانحلال على احتمال ارتكاب سرقة كبيرة مثلاً تفاعلت بشكل كبير مع نظرية الضبط الذاتي.
لذلك، فإن الأفراد الذين تعرضوا لمثل هذا النوع من الخجـل وجدت لديهم احتمالية أعلى لارتكاب الجريمة إذا كان مستوى ضبط الذات منخفـضاً لديهم. وهكذا يبدو من المرجح أن الأشخاص ذوي المستوى المنخفض من الـضبط الذاتي هم أكثر عرضة للانحراف.
عموماً، النظرية تفترض أن التوتر والانفعال يجعل الأفراد أقل عرضة للتفكير في العواقب المترتبة على سوء السلوك، وبالتالي، فإن ذلك سيقلل من مستوى الردع الناتج عن التهديد الداخلي (المعرفي) بإلحاق وصمة العار بهم وهذا ما يؤيده متغيـر السلوك العنيف في الدراسة أعلاه، فعلى الرغم من وجود تأثير سلبي دال إحـصائياً وفقاً لمتغير التوتر على الجريمة العنيفة، إلا أن الأثر الرئيـسي لخجـل الانـدماج reintegrative قوي وإيجابي.
كما يجادل بريثويت، بأن آلية خجل الاندماج reintegrative تعمل مـن خـلال أخلاقيات الأفراد ومعرفتهم أن بعض الجرائم "لا يمكـن تـصورها" unthinkable وبالتالي فإن عملية ردع سوء السلوك تتم عبر تصور خطورة إلحاق وصمة العـار بهم في المستقبل[51].
خـــــاتـــمــــة:
وعلى سبيل الختم، يكون موضوع البحث قد استنفد كافة عناصر تصميمه، في محاولة منه معالجة الإشكالية السالفة الذكر والمتمثلة في: إلى أي حد ساهمت هذه الشخصية المضادة في تنامي الظاهرة الإجرامية؟، بحيث استهل موضوع البحث في المبحث الأول لتناول الإطار ألمفاهيمي للشخصية المضادة للمجتمع من خلال التعريف بالشخصية المضادة للمجتمع، ثم أهم الأعراض والأسباب التي تؤدي إلى اضطراب هذه الشخصية المعادية منها الأسباب التكوينية والفطرية والوراثية، الأسباب النفسية والانفعالية، الأسباب أو العوامل الاجتماعية والبيئية، كالتنشئة الاجتماعية بتعرض المريض لخبرات حياتية سلبية في مرحلة ما من مراحل العمر بشكل خاص الطفولة والمراهقة ونقص الذكاء بدوره كذلك له دور في تعرض الشخص للإصابة بالمرض النفسي، بالإضافة للإدمان المبكر على المخدرات وغيرها نمن صور الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى أهم السمات ومعايير تشخيص السلوك المعادي للمجتمع، ليعرج بعد ذلك في المبحث الثاني على دراسة دور هذه الشخصية المضادة في تنامي الظاهرة الإجرامية من خلال النظريات المفسرة لها والتي تجلت في مجموعة من النظريات أبرزها، نظرية التحليل النفسي و النظرية الفيزيولوجية، ثم النظريات الاجتماعية كنظرية التعلم الاجتماعي، ونظرية الضبط الذاتي.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات أثبتت أن نسب مرتكبي الجرائم من المرضى النفسيين لا تزيد بشكل كبير عن مرتكبي الجرائم من الأسوياء، وبشكل عام يقوم الباحثون المتخصصون في الطب النفسي بمحاولة البحث عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالمرضى النفسيين لارتكاب الجرائم ومحاولة الربط بين العنف والجريمة بشكل عام والإصابة بالأمراض النفسية المتنوعة ومدى قدرة المريض على التحكم في نفسه وإدارة تصرفاته، وذلك فيجب على الطبيب المعالج النفسي ملاحظة سلوكيات المريض وطريقته في الحوار والتحدث، ويقوم بتسجيل الملاحظات التي تنبئ عن درجة من الخطورة لديه، ويقوم بمحاولة التعرف على ما يدور بذهنه وتقديم التوصيات اللازمة نحوه، كما يقوم بتهدئته ومحاولة بث الطمأنينة في نفسه وتقديم المساعدة اللازمة لها، بالإضافة إلى التعرف على أفكاره واتجاهه نحو الآخرين. وبشكل عام فإن المرض النفسي لا يعفي صاحبه من العقوبات القانونية على الجرائم التي ارتكبها، حيث تتم إدانة النسبة العظمى من المجرمين ذوي المرض النفسي والذين لا يثبت إصابتهم بخلل عقلي حقيقي يمكن أن يكون سبب في إعفائهم من العقاب.
من جهة أخرى لابد من وضع قوانين ردعية ومحاربة الأسباب المؤدية للجريمة قبل محاربة مرتكبيها كتحسين ظروف التنشئة والوعي النفسي والحد من العوامل الخارجية المساهمة.
بالإضافة إلى أهم السمات ومعايير تشخيص السلوك المعادي للمجتمع، ليعرج بعد ذلك في المبحث الثاني على دراسة دور هذه الشخصية المضادة في تنامي الظاهرة الإجرامية من خلال النظريات المفسرة لها والتي تجلت في مجموعة من النظريات أبرزها، نظرية التحليل النفسي و النظرية الفيزيولوجية، ثم النظريات الاجتماعية كنظرية التعلم الاجتماعي، ونظرية الضبط الذاتي.
-------------------------------
لائحة المصادر والمراجع:
● المراجع باللغة العربية
● الكتب :
_ محمدشحاتةربيع،علمالنفسالجنائي،دارغريبللطباعةوالنشروالتوزيع،ط 1.
ـالحسينمعروش،مجلةدفاترالبحوثالعلمية،مجلد 9،ع، 2،س2021
_رشامحمدفايز، "الشخصيةالمضادةللمجتمعواضطرابالمسلككمتغيرينمميزينلفئاتمختلفةمنالمتعاطينلبعضالموادالمخدرة"،مجلةكليةالآدابجامعةالفيوم،المجلة 15/ العدد 1 يناير 2023.
ـمحمدحسنغانم،الاضطراباتالنفسيةوالعقليةوالسلوكية،ط1،مكتبةالانجلوالمصرية،س، 2006.
ـأحمدرائدأبوهويشل،الشخصيةالسيكوباتيةوعلاقتهابالوحدةالنفسيةوتقديرالذاتلدىالسجناءالمودعينبسجنغزةالمركزي
ـوريكاتعايد،نظرياتكتابعلمالجريمة،دارالـشروقللنـشروالتوزيـع،عمان،الأردن، 2004
ـعايدعوادالوريكات،نظريةعلمالجريمة،ط2،داروائلللنشر، 2001،الأردن
-عبدالرحمانالعيسوي،سيكولوجيةالإجرام،دارالراتبالجامعية،بيروت،لبنان، 1997
-سعدجلال،أسسعلمالنفسالجنائي،دارالمطبوعاتالجديدة،الإسكندرية،ط1،سنة 1966،
-ماريماكمورانـريتشاردهوارد،الشخصيةالمضادةواضطراباتهاوالعنف،ط،الأولى،المركزالقوميللترجمة،القاهرة،س، 2012.
● الأطاريح الجامعية:
ـعامرسميحبدر،نمطالشخصيةالمضادةوعلاقتهابجريمةقتلالأصولللفروع،رسالةمقدمةالىعمادةالدراساتالعليااستكمالالمتطلباتالحصولعلىدرجةالدكتوراهفيعلمالجريمة،جامعةمؤتة، 2013.
● الرسائل الجامعبة:
-وهيبةحنش،سماتالشخصيةالسيكوباتيةعندالمراهق، "دراسةميدانيةبمتوسطة 08 ماي 1945،مذكرةمكملةلنيلشهادةالماستر،كليةالعلومالإنسانيةوالاجتماعية،جامعة 8 مايقالمة،السنةالجامعية 2018/2019،ص 15/16.
-أحمدرائدأبوهويشل،الشخصيةالسيكوباتيةوعلاقتهابالوحدةالنفسيةوتقديرالذاتلدىالسجناءالمودعينبسجنغزةالمركزي،رسالةلنيلشهادةالماستر،كليةالتربيةفيالجامعةالاسلامية،غزة،2013
-نذيرإيناسمروة،مذكرةمقدمةلنيلشهادةالماسترفيعلمالنفسالعيادي، " دراسةاضطرابالشخصيةلدىالراشدينمسيئياستعمالموقعالتواصلالاجتماعيفيسبوك،كليةالعلومالاجتماعيةوالإنسانية،جامعةأكليمحندأولحاج – البويرة-،السنةالجامعية 2014/2015
-عليعبابسة،مذكرةمابعدالتخرجالمتخصصفيعلمالنفس، "دراسةالسلوكالإجراميحالاتإكلينيكية"،كليةالعلومالاجتماعية،جامعةوهران،السنةالجامعية 2009/2010.
-بلاحوليد،الشخصيةالسيكوباتيةعندالمراهق " دراسةعياديةلحالتين"،مذكرةتخرجلنيلشهادةماستربنظامل.م.د،كليةالآدابواللغاتوالعلومالاجتماعيةوالإنسانية،جامعةد. مولايالطاهر- سعيدة- السنةالجامعية 2012/2013
ـعامرسميحبدر،نمطالشخصيةالمضادةللمجتمعوعلاقتهابجريمةقتلالأصولللفروع،أطروحةلنيلشهادةالدكتوراه،جامعةمؤتة،الأردن،س، 2013.
ـحمدان،وفاءشاكر،العودللجريمةفيالمجتمعالأردني،رسالةماجستير،الجامعةالأردنية،عمان،الأردن، 2001
ـبرقاويهناءمحمد،أثرالعواملالاجتماعيةفيالـدافعإلـىارتكـابالجريمة،رسالةماجستير،دمشق،سوريا، 1995 .
● المقالات العلمية:
ـوليدصلاحمحمدعبدالمنعم، " اضطراباتالشخصيةطبقاللنموذجالخماسيفياختبارمينسوتاالمتعددالأوجهللشخصية"،مجلةكليةالأدببقنا،ع، 55،ابؤيل 2022،
ـأسماءعثمانديابعبدالمقصود، "مدىصلاحيةاختباربقعالحبرلرورشاخفيالتمييزبيناستجاباتالشخصيةالمضادةللمجتمعوالشخصيةالسيكوباتية" دراسةكلينيكيةمقارنة"،مجلةالعلومالتربويةوالنفسية،جامعةالقصيم،المجلد9،ع،4
ـيوسفميهوب، "الاضطراباتالسيكوباتيةوالاجرام"،مجلةجامعةالقدسالمفتوحةللأبحاثوالدراسات،ع، 38، 2016
ـمحمودفتحيعكاشة، " تقديرالذات،وعلاقتهببعضالمتغيراتالبيئية،والشخصيةلدىعينةمنأطفالاليمن،مجلةكليةالتربيةالمنصورة،ج، 4،ع، 7
-عثمانديابعبدالمقصود، "مدىصلاحيةاختباربقعالحبرلروشاخفيالتمييزبيناستجاباتالشخصيةالمضادةللمجتمعوالشخصيةالسيكوباتية"، " دراسةكلينيكيةمقارنة"،مجلةالعلومالتربويةوالنفسية،جامعةالقصيم،المجلد 9،العدد4، (شوال 1437 ه/ يوليوز 2016م )
-منارمجدىعبدالحميدامين،اضطرابالشخصيةالحديةوعلاقتهباضطرابالشخصيةالمضادةللمجتمعلدىعينهمنطالباتكليةالبنات،مجلةالبحثالعلميفيالآداب،العددالثامنعشرلسنة 2017،الجزءالأول
● الروابط الإلكترونية:
ـهابطملعيد، " اضطراباتالشخصيةوالإدمانيدفعانإلىالعدوانوالإجرام"،أنظرالرابطhttps://elwassat.dz/ تمالاطلاععليهبتاريخ 11 دجنبر 2023،علىالساعة 12:47،بتوقيتغرينيتش+1.
● المراجع باللغة الفرنسية:
ـOsman, E., Lee, C.T. (1973) SociologicalTheories of Aggression. London: Josseyـ - Renzetti, R P.
ـPierre A et al, Toxicomanies, Masson, Paris, Davision, G.C , Neal, M, &Hindman, D. (1996) : Abonormalpsychology, p710.
Bass Publishers.
ــRenzetti, L.P. (1994). Models, self-esteem and Locus of control as Factorscontributing to spouse abuse, Victimology.
ـReed, S.T. (1994). Crime criminology, New York: Harcourt Brace Coliege publishers.
ـ11-Constance, C. (2005). Self-Control, Peer Relations and Delinquency. Justice Quarterly.
ـWilson, H. (1980). Parental Supervision: A Neglected Aspect of Delinquency. British Journal of Criminology, (20).
ـBraithwaite, John (1989) Crime, Shame, and Reintegration. New York: Cambridge UniversityPress
-----------------------------
فهرس المحتويات:
مقدمة : 1
المبحث الأول: الإطار المفاهيمي للشخصية المضادة للمجتمع 4
المطلب الأول : ماهية الشخصية المضادة للمجتمع 4
الفقرة الأولى : تعريف اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع (Antisocial personality Disorder) 5
الفقرة الثانية : أعراض وأسباب اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع 6
أولا: أعراض اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع 6
ثانيا : أسباب اضطراب الشخصية المضادة 7
∙اضطرا بالجهاز العصبي : 8
∙العوامل التكوينية والفطرية والوراثية : 8
∙العوامل النفسية والانفعالية : 8
∙العوامل الاجتماعية والبيئية : 8
المطلب الثاني: سمات ومعايير اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع 9
الفقرة الأولى: سمات الشخصية المضادة للمجتمع 9
الفقرة الثانية: معايير وأنماط الشخصية المضادة للمجتمع: 11
أولا: معايير تشخيص الشخصية المضادة للمجتمع 11
ثانيا: أنماط الشخصية المضادة للمجتمع 12
المبحث الثاني: دور الشخصية المضادة للمجتمع في تنامي الظاهرة الاجرامية 14
المطلب الأول: نظريات علم النفس 14
الفقرة الأولى : نظرية التحليل النفسي 15
الفقرة الثانية : النظرية الفيزيولوجية 16
المطلب الثاني: النظريات الاجتماعية 17
الفقرة الأولى: نظرية التعلم الاجتماعي 17
الفقرة الثانية: نظرية الضبط الذاتي 20
خـــــاتـــمــــة: 22
لائحة المصادر والمراجع: 24
فهرس المحتويات: 28
---------------------------------------
[3]ـ ماري ماكموران ـ ريتشارد هوارد، الشخصية المضادة واضطراباتها والعنف، ط، الأولى، المركز القومي للترجمة، القاهرة، س، 2012، ص257.
[4]_ نذير إيناس مروة، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في علم النفس العيادي، " دراسة اضطراب الشخصية لدى الراشدين مسيئي استعمال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة أكلي محند أولحاج – البويرة-، السنة الجامعية 2014/2015، ص 50.
[5]_ عثمان دياب عبد المقصود، "مدى صلاحية اختبار بقع الحبر لروشاخ في التمييز بين استجابات الشخصية المضادة للمجتمع والشخصية السيكوباتية"، " دراسة كلينيكية مقارنة"، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة القصيم، المجلد 9، العدد4، (شوال 1437 ه/ يوليوز 2016م )، ص 10.
[6]_ وهنا أشار كذلك بريتشارد Pritchard الطبيب الأمريكي الإنجليزي سنة 1835 إلى وجود حالات مرضية لا يمكن تصنيفها إلى مصطلحات معروفة وأطلق على هذه الحالات مصطلح" الجنون الأخلاقي" وقد عرفه بأنه " انحراف مرضي عن المشاعر، والعواطف والميول والمزاج والعادات، والتصرفات الأخلاقية الطبيعية، والدوافع الطبيعية دون أي اضطراب أو خلل ملحوظ في الوظائف الفكرية ، كما يرى أن مرضى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتصفون بالذكاء المرتفع، وتاريخ عريض من عدم تحمل المسؤولية مع عدم القدرة على الشعور بالذنب أو التعاطف مع معاناة الآخرين. وعلى الرغم من أن هؤلاء المرضى قد يكونون ذهانيين إلا أنه ليس هناك اضطرابات في التفكير مثل التي تميز الأنواع الذهانية الآخرين مثل مرض الهوس، والفصاميين ، والاضطهاديين، أنظر المرجع التالي:
- منار مجدى عبد الحميد امين، اضطراب الشخصية الحدية وعلاقته باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع لدى عينه من طالبات كلية البنات، مجلة البحث العلمي في الآداب، العدد الثامن عشر لسنة 2017، الجزء الأول،ص 10.
[7]_ علي عبابسة، مذكرة مابعد التخرج المتخصص في علم النفس، "دراسة السلوك الإجرامي حالات إكلينيكية"، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة وهران، السنة الجامعية 2009/2010، ص 44.
[8]_ منار مجدى عبد الحميد امين، اضطراب الشخصية الحدية وعلاقته باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع لدى عينه من طالبات كلية البنات، م.س،ص 10.
[9]_ نذير إيناس مروة، دراسة اضطراب الشخصية لدى الراشدين مسيئي استعمال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، م.س، ص 50/51.
[10]_بلاح وليد، الشخصية السيكوباتية عند المراهق " دراسة عيادية لحالتين"، مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر بنظام ل.م.د، كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة د. مولاي الطاهر- سعيدة- السنة الجامعية 2012/2013، ص 13.
[11]_ أحمد رائد أبو هويشل، الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالوحدة النفسية وتقدير الذات لدى السجناء المودعين بسجن غزة المركزي، م.س، ص 17.
[12]_ وهيبة حنش، سمات الشخصية السيكوباتية عند المراهق، "دراسة ميدانية بمتوسطة 08 ماي 1945، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة 8 ماي قالمة، السنة الجامعية 2018/2019، ص 15/16.
[13]_ نذير إيناس مروة، دراسة اضطراب الشخصية لدى الراشدين مسيئي استعمال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، م.س، ص 55.
[14]_رشا محمد فايز، "الشخصية المضادة للمجتمع واضطراب المسلك كمتغيرين مميزين لفئات مختلفة من المتعاطين لبعض المواد المخدرة"، مجلة كلية الآداب جامعة الفيوم، المجلة 15/ العدد 1 يناير 2023، ص 16.
[15]_نذير إيناس مروة، م.س، ص 55.
[16]_ فالسلوك ألانحرافي ما هو إلا استجابة انفعالية للفرد إذا حرم من إشباع الرغبات الرئيسية التي يراها لازمة له، وبالتالي فعدم الأمان، والاطمئنان، والقلق، والخضوع الزائد عن الحد للضغط الشديد يعتبر من العوامل التي تؤدي إلى عدم التكيف، والسلوك المضاد للمجتمع، أنظر المرجع التالي:
_رائد أحمد أبو هويشل، الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالوحدة النفسية وتقدير الذات لدى السجناء المودعين بسجن غزة المركزي، م.س، ص 14.
[17]_ فوجود منازعات عائلية أو انتشار الإدمان في وسط الأسرة وكذلك الصراعات العائلية والداخلية والأمور السلبية وقلة الشعور بالدفء والحب والحنان من جانب الآباء تساعد على الانحراف فهم لم يتم تنشئتهم تنشئة اجتماعية سلمية سوية، ولذلك لا يستجيبون للعقاب الذي يلحق بهم من جراء سلوكهم السيئ المضاد للمجتمع، ولذلك لا يقيمون وزنا للقواعد المجتمع ومن تم يخرقونها دون مبالاة، أنظر المرجع:
_ بلاح وليد، الشخصية السيكوباتية عند المراهق " دراسة عيادية لحالتين"، م.س،ص 16.
[18]_ رشا محمد فايز، م.س، ص 16/17.
[19]ـ وليد صلاح محمد عبد المنعم، " اضطرابات الشخصية طبقا للنموذج الخماسي في اختبار مينسوتا المتعدد الأوجه للشخصية"، مجلة كلية الأدب بقنا، ع، 55، ابؤيل 2022، ص 999.
[20]ـ أسماء عثمان دياب عبد المقصود، "مدى صلاحية اختبار بقع الحبر لرورشاخ في التمييز بين استجابات الشخصية المضادة للمجتمعوالشخصية السيكوباتية" دراسة كلينيكية مقارنة"، مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة القصيم، المجلد9، ع، 4، ص، 963.
[21]ـ محمد شحاتة ربيع، علم النفس الجنائي، م.س، ص، 35.
[22]ـ علي عبابسة، مذكرة مابعد التخرج المتخصص في علم النفس، "دراسة السلوك الإجرامي حالات إكلينيكية"، م.س، ص، 44.
[23]ـ عامر سميح بدر، نمط الشخصية المضادة للمجتمع وعلاقتها بجريمة قتل الأصول للفروع، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة مؤتة، الأردن، س، 2013، ص، 16.
[24]ـ يوسف ميهوب، "الاضطرابات السيكوباتية والاجرام"، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، ع، 38، 2016، ص، 53.
[25]ـ محمد حسن غانم، الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، ط1، مكتبة الانجلو المصرية، س، 2006، ص168.
[26]ـ يوسف ميهوب، "الاضطرابات السيكوباتية والاجرام"، م.س، ص، 57.
[27]ـ أحمد رائد أبو هويشل، الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالوحدة النفسية وتقدير الذات لدى السجناء المودعين بسجن غزة المركزي، م.س ص19.
[28]ـ محمود فتحي عكاشة، " تقدير الذات، وعلاقته ببعض المتغيرات البيئية، والشخصية لدى عينة من أطفال اليمن، مجلة كلية التربية المنصورة، ج، 4، ع، 7، ص، 78.
[29]ـ أحمد رائد أبو هويشل، الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالوحدة النفسية وتقدير الذات لدى السجناء المودعين بسجن غزة المركزي، م.س، ص20.
[30]ـ هابط ملعيد، " اضطرابات الشخصية والإدمان يدفعان إلى العدوان والإجرام"، أنظر الرابطhttps://elwassat.dz/ تم الاطلاع عليه بتاريخ 11 دجنبر 2023، على الساعة 12:47، بتوقيت غرينيتش+1.
[31]ـ الحسين معروش، مجلة دفاتر البحوث العلمية، مجلد 9، ع، 2، س2021، ص، 183.
[32]ـ منار مجدى عبد الحميد امين، اضطراب الشخصية الحدية وعلاقته باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع لدى عينه من طالبات كلية البنات، م.س، ص، 14.
[33]ـ وليد صلاح محمد عبد المنعم، " اضطرابات الشخصية طبقا للنموذج الخماسي في اختبار مينسوتا المتعدد الأوجه للشخصية"، م.س، ص، 1048.
[34]ـ عايد عواد الوريكات، نظرية علم الجريمة، ط2، دار وائل للنشر، 2001، الأردن، ص 108.
[35]ـ عامر سميح بدر، نمط الشخصية المضادة للمجتمع وعلاقتها بجريمة قتل الأصول للفروع، م.س، ص، 35.
[36]ـ Pierre A et al, Toxicomanies, Masson, Paris, Davision, G.C , Neal, M, &Hindman, D. (1996) : Abonormalpsychology, p710.
[37]ـ رشا محمد فايز، "الشخصية المضادة للمجتمع واضطراب المسلك كمتغيرين مميزين لفئات مختلفة من المتعاطين لبعض المواد المخدرة"،م.س، ص، 1068
[38] - أحمد رائد أبو هويشل، الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالوحدة النفسية وتقدير الذات لدى السجناء المودعين بسجن غزة المركزي، م.س، ص 24.
[39] _ نذير إيناس مروة، دراسة اضطراب الشخصية لدى الراشدين مسيئي استعمال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، م.س، ص 60.
[40]_ _ عبد الرحمان العيسوي، سيكولوجية الإجرام، دار الراتب الجامعية، بيروت، لبنان، 1997، ص 49.
[41]_ عبابسة علي، "دراسة السلوك الإجرامي حالات إكلينيكية، م.س، ص 49.
[42]_ سعد جلال، أسس علم النفس الجنائي، دار المطبوعات الجديدة، الإسكندرية،ط1، سنة 1966، ص 330.
[43] ـ حمدان، وفاء شاكر، العود للجريمة في المجتمع الأردني، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن، 2001 ص، 100.
[44] ـ حمدان وفاء شاكر، العود للجريمة في المجتمع الأردني، المرجع نفسه، 101.
[45] ـ برقاوي هناء محمد، أثر العوامل الاجتماعية في الـدافع إلـى ارتكـاب الجريمة، رسالة ماجستير، دمشق، سوريا، 1995 ص: 62.
[46] ـ وريكات عايد، نظريات كتاب علم الجريمة، دار الـشروق للنـشر والتوزيـع، عمان، الأردن، 2004 ص: 150.
[47] ـ عامر سميح بدر، نمط الشخصية المضادة وعلاقتها بجريمة قتل الأصول للفروع، رسالة مقدمة الى عمادة الدراسات العليا استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في علم الجريمة، جامعة مؤتة، 2013، ص: 34
[48] ـ Wilson, H. (1980). Parental Supervision: A Neglected Aspect of Delinquency. British Journal of Criminology, (20).
[49] ـ11-Constance, C. (2005). Self-Control, Peer Relations and Delinquency. Justice Quarterly.
[50] ـ وريكات عايد، م س ص: 148
[51] ـ Braithwaite, John (1989) Crime, Shame, and Reintegration. New York: Cambridge UniversityPress